جرحي...علمني أن أكبر عشرة أعوام على عمري
علمني أن أتحضر متأنقة لإستقبال الألم
أن أفرش له أعماقي ونجلس نتسامر عن رواياته مع الزمن
علمني أن أراهن على كل شيء وأن أمضي قدما رغم خسارتي
ذوقني طعم الندم بنكهاته المختلفة
علمني أن أسهر كل ليلة على جراحاتي أطبطب عليها حتى لا تفيق
علمني أن أطبع على جبين الألم قبلة وأحضن حزني
وأغفو مبتسمة على وسادة الأحلام حاملة في صدري شعاع من نور
يضيئ دربي إلى الغد...
علمني أن الألم جزء من تركيبة الإنسان يكبر ليكبر معه
لكني أيقنت أنه كلما زاد حجم الألم تقلص آثره حتى لا يعود له أي آثر
وعلمني جرحي أن أنقش ألمي وشما أتزين به 
وأتباهى بجمال خطوطة المرسومة بدقة على جسدي
علمني أن أحمل وجعي على ظهري دون ان يهد ثقله كاهلي
وعلمني أن أقفل على نفسي الباب وأبكي مطولا بصمت
دون أن يراني أو يشعر بي أحد

((منقول))